لكم في الأرضِ، إلى الأماكن التي تَقْصِدون، والمواضعِ التي تُرِيدون، فلا تَضِلُّوا وتَتَحَيَّروا.
القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (١٦)﴾.
اختَلف أهلُ التأويلِ في المعنيِّ بالعلاماتِ؛ فقال بعضُهم: عُنِى بها معالمُ الطرقِ بالنهارِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. يعنى بالعلاماتِ: معالمَ الطُّرُقِ بالنهارِ، ﴿وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ بالليل (١).
وقال آخرون: عُنِى بها النجومُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا يحيى، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. قال: منها ما يكونُ علاماتٍ، ومنها ما يَهتَدُون به.
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. قال: منها ما يكونُ علامةً، ومنها ما يُهْتَدى به (٢).
(١) عزاه السيوطي في الدر ٤/ ١١٣ إلى المصنف وابن أبي حاتم وابن مردويه. (٢) عزاه السيوطي في الدر ٤/ ١١٤ إلى المصنف وابن أبي شيبة وابن المنذر.