يَدْخَرُ دَخَرًا ودُخُورًا. إذا ذلَّ له وخضَع. ومنه قولُ ذى الرُّمَّةِ (١):
فلم يَبْقَ إِلا داخِرُ في مُخَيَّسٍ (٢) … ومُنْجَحِرٌ في غيرِ أَرضِك في جُحْرِ (٣)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾ صاغرون (٤).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾. أي: صاغِرون (٥).
حدَّثنا ابن عبدٍ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ مثلَه.
وأما توحيدُ اليمينِ (٦) في قولِه: ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ﴾. فَجَمَعَها؛ فإن ذلك إنما جاء كذلك لأن معنى الكلامِ: أولم يَرَوْا إلى ما خلَق اللهُ مِن شيءٍ، يَتَفَيَّأُ
(١) ديوان ذي الرمة شرح أبى نصر الباهلى ٢/ ٩٧٩، والبيت في اللسان أيضا (خ ى س). (٢) المخيَّس: الحَبْس. وخيَّس الرجُلَ والدابةَ تَخْييسًا وخاسَهما: ذللَّهما. والمخيَّس: السجن. المصدران السابقان. (٣) في ت ٢، ف: "حجر". وهو لفظ بعض نسخ ديوان ذى الرمة كما ذكر ذلك محقق الديوان. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢٠ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٥٦ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢٠ إلى المصنف وابن المنذر. (٦) ينظر معاني القرآن ٢/ ١٠٢.