حدَّثنا أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ وهبٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ الفرجِ الصَّدَفيُّ الدمياطيُّ، عن عمرِو بنِ هشامٍ (١)، عن ابنِ أبي كريمةَ، عن هشامِ بنِ حسانَ، عن الحسنِ، عن أمِّه، عن أمِّ سلمةَ، قالت: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَخْبِرْني عن قولِه: ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾. قال:"خَيْرَاتُ الأخلاقِ، حِسانُ الوجوهِ"(٢).
وقولُه: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. يقولُ: فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما التي أنعَم عليكم بما ذكَر - تُكَذِّبان؟
قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه مُخبِرًا عن هؤلاء الخَيْراتِ الحسانِ: ﴿حُورٌ﴾. يعني بقولِه: ﴿حُورٌ﴾: بيضٌ. وهي (٣) جَمْعُ حوراءَ. والحوراءُ: البيضاءُ.
وقد بيَّنا معنى الحورِ فيما مضَى بشواهدِه المغنيةِ عن إعادتِها في هذا الموضعِ (٤).
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
[ذكرُ مَن قال ذلك]
حدَّثنا أبو هشامٍ الرفاعيُّ، قال: ثنا عبيدُ (٥) اللَّهِ بنُ موسى، قال: أخبَرنا إسرائيلُ،
(١) في م، ت ١: "هاشم". ينظر تهذيب الكمال ٢٢/ ٢٧٨. (٢) أخرجه الطبراني ٢٣/ ٣٦٧ (٨٧٠) من طريق عمرو بن هشام به مطولًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٠ إلى ابن مردويه مطولًا. (٣) في الأصل: "هو". (٤) ينظر ما تقدم في ٢١/ ٦٥، ٦٦. (٥) في الأصل: "عبد". وينظر تهذيب الكمال ١٩/ ١٦٤.