أما قولُه جلَّ ثناؤُه وتقدَّست أسماؤُه: ﴿الر﴾. فقد تَقَدَّم بيانُنا (١) فيما مضَى قبلُ (٢).
وأما قولُه: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾. فإنه يَعْنى: هذه الآيات آياتُ الكُتُبِ التي كانت قبل القرآنِ، كالتوراةِ والإنجيلِ، ﴿وَقُرْآنٍ﴾. يقولُ: وآياتُ قرآنٍ ﴿مُبِينٍ﴾. يقولُ: يَبِينُ لَمَنْ (٣) تأَمَّله وتَدَبَّره رُشْدُه وهُداه.
كما حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾، قال: يَبِينُ واللَّهِ هداه ورُشْدُه وخيرُه (٤).
حدَّثنا المُثنَّى، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قال: ثنا سفيانُ، عن مجاهدٍ: ﴿الر﴾: فواتحُ يَفْتَتِحُ اللهُ (٥) بها كلامَه، ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾. قال: التوراةُ
(١) في م: "بيانها". (٢) تقدم في ١/ ٢٠٤ وما بعدها. (٣) في م: "من". (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩٢ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٥) ليست في: ص، م، ت ٢، ف.