قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه: يا حسرةً من العبادِ على أنفسِها، وتَنَدُّمًا وتَلَهُّفًا في استهزائِهم برسلِ الله، ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾ من اللهِ، ﴿إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾. وذُكِر أن ذلك في بعضِ القراءةِ (١): (يا حَسْرَةَ العِبادِ علَى أنفُسِها)(٢).
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾: أي: يا حسرةَ العبادِ على أنفسِها، على ما ضَيَّعَتْ مِن أمرِ اللهِ، وفَرَّطَتْ في جَنْبِ اللهِ. قال: وفى بعضِ القراءةِ (١): (يا حَسْرَةَ العِبادِ على أنْفُسِها)(٣).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾. قال: كانت حسرةً عليهم استهزاؤُهم بالرسلِ (٤).
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ
(١) في م: "القراءات". (٢) هي قراءة شاذة لمخالفتها المصحف. (٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٤١ عن معمر به مختصرا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦٢ إلى عبد بن حميدٍ وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٤) تفسير مجاهدٍ ص ٥٦٠. ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٩١ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.