يقول تعالى ذكرُه مُخبِرًا عن قيلِ هذا المؤمنِ الذي أعطاه اللهُ ما أعطاه من كرامتِه في جنتِه، سرورًا منه بما أعطاه فيها: ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى﴾.
يقولُ: أفما نحن بميِّتين غيرَ مَوْتَتِنا الأولى فى الدنيا ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾. يقولُ: وما نحن بمعذَّبين بعدَ دخولِنا الجنةَ.
﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. يقولُ: إن هذا الذى أعطاناه اللهُ من الكرامة في الجنةِ؛ من (٢) أنَّا لا نُعذِّبُ ولا نَموتُ لهو النَّجاءُ العظيمُ مما كنا فى الدنيا نَحْذَرُ من عقابِ اللهِ، وإدراكُ ما كنا
(١) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ١٤٩ عن معمر، عن قتادةَ بنحوه، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٥/ ٢٧٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) سقط من: م.