حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ، قال: كادت تقولُ: هو ابنى. فعصَمها اللَّهُ، فذلك قولُ اللهِ: ﴿إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا﴾ (١).
وقولُه: ﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: عصَمناها من إظهارِ ذلك وقيلِه بلسانِها، وثَبَّتناها للعهدِ الذي عهِدنا إليها؛ ﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ بوعدِ اللَّهِ، الموقِنين به.
يقولُ تعالى ذكرُه: وقالت أمُّ موسى لأختِ موسى حينَ الْقَتْه في اليَمِّ: ﴿قُصِّيهِ﴾. يقولُ: قُصِّي أثرَ موسى؛ اتَّبِعى أثرَه. يُقالُ (٢): قَصَصْتُ آثارَ القومِ. إذا اتَّبعتَ آثارَهم.
وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجِيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾. قال: اتَّبِعى أثرَه كيف يُصْنَعُ به (٣).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٤٧ من طريق عمرو به، وتقدم أوله في ص ١٥٠. (٢) في م: "يقولُ". (٣) تفسير مجاهد ص ٥٢٥. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢١ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، وليس هذا الجزء عنده.