التي قال اللَّهُ: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه: ٢٧، ٢٨]. قال: أَخْرِجيه عنِّي. فأُخرِج، فلم يدخُلْ عليهم حتى كَبِر، فدخَل على حينَ غفلةٍ من ذِكْرِه (١).
وأولَى الأقوالِ في ذلك بالصحةِ أن يُقالَ كما قال اللَّهُ جلَّ ثناؤُه: ولما بلَغ أشُدَّه واسْتَوى، دخَل المدينةَ على حينَ غفلةٍ من أهلِها.
واختَلفوا في الوقتِ الذي عُنِى بقولِه: ﴿عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا﴾؛ فقال بعضُهم: ذلك نصفُ النهارِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن محمد بن المُنكَدرِ، عن عطاءِ بن يسارٍ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا﴾. قال: نصفَ النهارِ (٢).
قال ابن جُرَيجٍ، عن عطاءٍ الخُراسانيِّ، عن ابن عباسٍ، قال: يقولون: في القائلةِ. قال: وبينَ المغربِ والعشاءِ (٣).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ قولَه: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا﴾. قال: دخَلها بعدَ ما بلَغ أشُدَّه، عندَ القائلةِ نصفَ
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٥٣ من طريق ابن وهب به مختصرًا، وينظر تفسير القرطبي ١٣/ ٢٦٠. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٥٣ من طريق حجاج به، وعزاه السيوطي في الدر ٥/ ١٢٢ إلى ابن المنذر. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٥٣ من طريق حجاج.