الحِجَج التي شرَطتُها عليك، بإنكاحِي إِيَّاك (١) ابنتي، فَجَعَلْتَها عَشْرَ حِجَجٍ، فإحسانٌ من عندك، وليس مما اشترَطتُه عليك بسبب تَزْويجِك ابنتِي، ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ﴾ باشتراطِ الثمانِي الحَجَجِ عَشْرًا عليك، ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ في الوفاءِ بما قلتُ لك.
كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾. أي: في حُسنِ الصُّحبةِ والوفاءِ بما قلتُ (٢).
يقولُ تعالى ذكرُه: قال موسى لأبي المرأتين: ﴿ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ﴾. أي: هذا الذي قلتَ من أنك تُزوِّجُنى إحدَى ابنتَيك على أن آجُرَك ثمانيَ حِجَج - واجبٌ بيني وبينَك، على كلِّ واحدٍ منا الوفاءُ لصاحبِه بما أوجَبه (٣) له على نفسِه.
و "ما" في قولِه: ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ﴾. صلةٌ يوصَلُ بها "أيّ [عدوانَ عليَّ](٤).
(١) بعده في م: "إحدى". (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٦٩ من طريق سلمة به. (٣) في م: "أوجب". (٤) كذا في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، وفى م: "على الدوام"، وفى العبارة اضطراب وسقط، وقال الفراء في معاني القرآن ٢/ ٣٠٥: فجعل "ما" وهى صلة من صلات الجزاء مع "أي" وهي في قراءة عبد الله: (أي الأجلين ما قضيت فلا عدوان على). ثم ذكر الكلام الآتي الذي سيذكره المصنف عنه بعدُ.