قَتادَةَ: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾. قال: القوةُ الجِدُّ، وإلا قَذَفْتُه (١) عليكم. قال: فأقَرُّوا بذلك أنهم يَأْخُذُون ما أُوتُوا بقوةٍ (٢).
حدَّثنى موسى، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسْباطُ، عن السدىِّ: ﴿بِقُوَّةٍ﴾: يعنى بجِدٍّ واجْتِهادٍ (٣).
حدَّثنى يونُسُ، قال: أخْبَرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ، وسألْتُه عن قولِ اللهِ تعالى ذكرُه: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾. قال: خُذُوا الكتابَ الذى جاء به موسى بصدقٍ وحقٍّ.
[حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى حجاجٌ، قال: قال ابنُ جريجٍ: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ﴾. قال: كتابُكم، لتأْخُذُنَّه أو لَيَقعَنَّ عليكم الطُّورُ. قالوا: نأخُذُه. وأقَرُّوا ثم نقَضُوا الميثاقَ بعدَ ذلك](٤).
فتأويلُ الآيةِ إذن: خُذُوا ما افْتَرَضْنا عليكم في كتابِنا مِن الفرائضِ فاقْبَلوه، واعْمَلوا باجتهادٍ منكم في أدائِه، مِن غيرِ تَقْصيرٍ ولا تَوانٍ. وذلك هو معنى أخْذِهم إياه بقوةٍ وبجِدٍّ.
يعنى تعالى ذكرُه: واذْكُروا ما فيما آتَيْناكم مِن كتابِنا مِن وعدٍ ووعيدٍ (٥)، وتَرْغيبٍ وتَرْهيبٍ، فاتْلُوه واعْتَبِروا به، وتَدَبَّروه، [كى إذا فعَلْتم ذلك تَتَّقونى](٦)،
(١) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "قذفه". (٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤٧، وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٣٠ (٦٥٨) عن الحسن بن يحيى به. (٣) عزاه الحافظ في الفتح ٨/ ١٦١ إلى المصنف. (٤) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣. والأثر أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٢٩ (٦٥٣) من طريق حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء، نحوه. (٥) بعده في م، ت ٢: "شديد". (٦) في م: "إذا فعلتم ذلك كى تتقوا".