نبيَّه ﷺ، بتَبْلِيغِ رسالتِه قومَه وجميعَ مَن أُرْسِل إليه (١).
ويعنى بقولِه: ﴿فَاصْدَعْ [بِمَا تُؤْمَرُ](٢)﴾: فامضِ وافْرُقْ. كما قال أبو ذُؤَيبٍ (٣):
وكأنهنَّ رِبابةٌ وكأنَّه … يَسَرٌ يُفيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ (٤)
يعني بقولِه: يَصْدَعُ: يُفَرِّقُ بالقداحِ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾. يقولُ: فامْضِه (٥).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قولَه: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾. يقولُ: افْعَلْ ما تؤمرُ (٦).
حدَّثنا الحسينُ بنُ يزيدَ الطحانُ، قال: ثنا ابن إدريسَ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾. قال: بالقرآنِ.
حدَّثني نصرُ بنُ عبدِ الرحمنِ الأوْدِيُّ، قال: ثنا يحيى بنُ إبراهيمَ، عن سفيان،
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٦ إلى المصنف وابن إسحاق. (٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف. (٣) ديوان الهذليين ١/ ٦. (٤) الرَّبابةُ هاهنا الجماعة من القداح، وأصل الرّبابة الجلدة التي تجعل فيها القداح، واليسرُ: صاحب الميسر الذي يضرب بالقداح. شرح ديوان الهذليين ١/ ١٨. (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٦ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٦ إلى ابن المنذر.