حُدِّثْتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ قال: لما نَزَلَتْ ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ قال أصحابُ النبيِّ ﷺ: يا رسول اللهِ، هذا الكُرْسِيُّ وَسِعَ السماواتِ والأَرضَ، فكيف العَرْشُ؟ فأَنزل اللهُ تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ إلى قولِه: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (١)[الزمر: ٦٧].
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ في قولِه: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾. قال: قال ابن زيدٍ: فحدَّثنى أبي، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "ما السماواتُ السَّبْعُ في الكُرسيِّ إلا كدراهمَ سَبْعَةٍ أُلْقِيَتْ فِي تُرْسٍ". قال: وقال أبو ذَرٍّ: سمِعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: "ما الكُرسيُّ في العَرشِ إلا كحَلْقَةٍ من حديدٍ أُلْقِيَتْ بينَ ظَهْرَى فَلَاةٍ مِن الأَرضِ"(٢).
وقال آخرون: الكُرْسِيُّ العَرْشُ نفسُه.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا أبو زُهَيرٍ، عن جُويبرٍ (٣)، قال: كان الحسنُ يقولُ: الكُرْسِيُّ هو العَرْشُ (٤).
قال أبو جعفر: لكلِّ قولٍ من هذه الأقوالِ وجهٌ ومَذْهَبٌ، غيرَ أن الذي هو
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٩١ (٢٦٠٤)، من طريق أبي جعفر به. (٢) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ١/ ٢٤، وفى تفسيره ١/ ٤٥٧ عن المصنف، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (٢٢٢) من طريق أصبغ بن الفرج، عن ابن زيد به، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: أول الحديث مرسل، وعن أبي ذر منقطع. (٣) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "عن الضحاك". (٤) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ١/ ٢٣، وفي تفسيره ١/ ٤٥٨ عن المصنف.