وقولُه: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فما اسْطَاع (٦) يأجوجُ ومأجوجُ أن يَعْلُوَا (٧) الرَّدمَ الذي جعَله ذو القرنين حاجزًا بينَهم وبينَ مَن دونَهم مِنَ الناسِ، فيصيروا فوقَه ويَنْزلوا منه إلى الناسِ.
يُقالُ منه: ظهَر فلانٌ فوقَ البيتِ. إذا عَلاه. ومنه قولُ الناسِ: ظهَر فلانٌ على فلانٍ. إذا عَلاه وقهَره.
﴿وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾. يقولُ: ولم يَستَطِيعوا أن يَنْقُبوه مِن أسْفَلِه.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ
(١) في م: "ليلزمه". (٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤١٣. (٣) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٤١٥. (٤) البيت للشنفرى الأزدى في المفضليات ١١١ برواية: "كأقطاع الغدير المنعت". (٥) الجراز: السيف القاطع، وقيل: الماضي النافذ. التاج (ج ر ز). (٦) في ص، ت ٢: "استطاع". (٧) في ص، ت ٢، ف: "يعملوا".