قال أبو جعفرٍ ﵀: يعني جل ثناؤُه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾: [يأيُّها المتزمِّلُ](١)، وهو المُلْتَفُّ بثيابه. وإنما عُنِي بذلك نبيُّ الله ﷺ.
واختلف أهل التأويل في المعنى الذى وصف الله به نبيَّه ﷺ في هذه الآية من التزَمُّلِ؛ فقال بعضُهم: وصَفَه أنه مُتَزَمِّلٌ في ثيابِه مثل (٢) مُتَأَهِّبٍ للصلاةِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾. أي: متزَمِّلٌ في ثيابه.
حدَّثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾: هو الذى تزَمَّل بثيابِه (٣).
وقال آخرون: وصَفه بأنه مُتَزَمِّلٌ النبوةَ والرسالةَ.
(١) سقط من: الأصل، م، ت ٢، ت ٣، وفي ت ١: "يأيها المزمل و". (٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٣) في الأصل: "في ثيابه"، وفي ص، ت ٣: "ثيابه". والأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٢٤ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٧٧ إلى عبد بن حميد وابن نصر.