قال: الناسُ الأحياءُ مِن النُّطْفِ، والنُّطفُ ميتةٌ مِن الناسِ الأحياءِ، ومن الأنعامِ والنَّبْتِ كذلك. قال ابن جُريجٍ: وسمِعتُ يزيدَ بن عُوَيْمِرٍ يُخْبرُ عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، قال: إخراجُه النطفةَ من الإنسانِ، وإخراجُه الإنسانَ مِن النطفة (١).
حدَّثني يونسُ، قال: أخْبرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ قال: النطفةُ ميتةٌ فتُخْرِجُ منها أحياءٌ، ﴿وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾: تُخْرِجُ النطفَ مِن هؤلاء الأحياءِ، والحبُّ ميتٌ تُخْرِجُ منه حيًّا، ﴿وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾: تُخْرِجُ مِن هذا الحبِّ (٢) الحيِّ حبًّا ميتًا.
وقال آخَرون: معنى ذلك أنه يُخْرِجُ النخلةَ النواةِ، والنواةِ من النخلة، والسُّنْبلَ مِن الحبِّ، والحبَّ مِن السُّنْبُلِ، والبَيْضَ من الدجاجِ، والدجاجَ مِن البيضِ.
ذِكْرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا أبو تُميلةَ، قال: ثنا عُبَيدُ (٣) اللَّهِ، عن عكرمة قوله: ﴿وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾. قال: هي البيضةُ تَخرُجُ مِن الحيِّ وهى ميتةٌ، ثم يَخرُجُ منها الحيُّ (٤).
حدَّثني المُثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا حفصُ بنُ عمرَ، عن الحكمِ بن
(١) ينظر ما تقدم تخريجه عن مجاهد في ص ٣٠٧. وقول سعيد ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٢٦، ٦٢٧، عقب الأثر (٣٣٦٤، ٣٣٦٨) معلقًا. (٢) سقط من: م. (٣) في النسخ: "عبد". والمثبت من مصدر التخريج. وينظر تهذيب الكمال ١٩/ ٨٠. (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٢٧، ٦٢٨ (٣٣٦٦، ٣٣٧١) من طريق أبى تميلة به.