يعني بذلك: أبْلِغها رسالتِي. فسُمِّيتِ الملائكةُ ملائكةً بالرسالةِ؛ لأنَّها رسُلُ اللهِ بينَه وبينَ أنبيائِه ومَن أُرسِلتْ إليه مِن عبادِه.
القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ وعز: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ﴾.
اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ (١) قولِه: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ﴾؛ فقال بعضُهم: إني فاعلٌ.
ذِكرُ من قال ذلك
حَدَّثَنَا القاسمُ بنُ الحسنِ، قال: حَدَّثَنَا الحسينُ، قال: حَدَّثَنِي حجاجٌ، عن جريرِ بنِ حازمٍ (٢) ومباركٍ، عن الحسنِ، وأبي بكرٍ - يعني الهُذَليَّ - عن الحسنِ وقتادةَ، قالوا: قال اللهُ تعالى ذِكْرُه لملائكتِه: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾.
قال لهم: إني فاعلٌ (٣).
وقال آخرون: إني خالقٌ.
ذِكرُ من قال ذلك
حُدِّثت عن المنِجابِ بنِ الحارثِ، قال: حَدَّثَنَا بشرُ بنُ عُمارةَ، عن أبي رَوْقٍ، قال: كلُّ شيْءٍ في القرآنِ "جعَل" فهو "خلَق"(٤).
(١) سقط من: م. (٢) في ص: "خازم". (٣) أخرجه المصنّف في تاريخه ١/ ٩٨، ١٠١ مطولا. وسيأتي بتمامه في ص ٤٩٢. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٧٦ (٣١٥) من طريق سعيد بن سليمان، عن مبارك، عن الحسن به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٤٤ إلى المصنّف عن الحسن وحده. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٤٤ إلى المصنّف من قول الضحاك.