قولَه: ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾. قال: في أحسنِ خلقٍ (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾.
يقولُ: في أحسنِ صورةٍ.
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، هو والكلبيُّ: ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾. قالا: في أحسنِ صورةٍ (٢).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لقد خلَقنا الإنسانَ، فبلَغنا به استواءَ شبابِه وجَلَدِه وقوتِه، وهو أحسنُ ما يكونُ، وأعدلُ ما يكونُ وأقوَمُه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا المعتمِرُ، قال: سَمِعتُ الحكمَ يحدِّثُ عن عكرمةَ في قولِه: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾. قال: الشابُّ (٣) القويُّ الجَلْدُ.
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾. قال: شبابُه أولَ ما نشَأ.
وقال آخرون: قيل ذلك لأنه ليس شيءٌ من الحيوانِ إلا وهو منكبٌّ على وجهِه غيرَ الإنسانِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديٍّ، عن داودَ، عن عكرمةَ، عن
(١) تفسير مجاهد ص ٧٣٨، ومن طريقه الفريابى في تفسيره - كما في تغليق التعليق ٤/ ٤ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٨٢ - ومن طريقه عبد الله بن أحمد في السنة (١١٢٣) - عن معمر به. (٣) في ت ٣: "الشباب".