الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾. قال: القدمُ الصدقُ، ثوابُ (١) الصدقِ بما قَدَّموا مِن الأعمال (٢).
وقال آخرون: معناه: أن لهم سابقَ صدقٍ في اللوحِ المحفوظِ من السعادةِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني المُثنى، قال: ثنا عبدُ الله بن صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بن صالحٍ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾. يقولُ: سبقت لهم السعادة في الذِّكر الأوَّل (٣).
وقال آخرون: معنى ذلك: أن محمدًا ﵌ شفيعٌ لهم، [فهو لهم](٤) قدمُ صدقٍ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني المُثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا يحيى بنُ آدمَ، عن فُضَيلٍ، عن (٥) عمرو بن الجونِ، عن قَتادةَ أو الحسنِ: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾. قال: محمد شفيعٌ لهم (٦).
(١) في م: "الثواب". (٢) ينظر تفسير ابن كثير ٤/ ١٨٣. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٢٢، ١٩٢٣، من طريق أبي صالح به، بلفظ: "تحقق لهم الشهادة في الذكر الأول"، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠٠ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ. (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف. (٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "بن". وهو فضيل بن مرزوق. ينظر الإكمال ٢/ ١٦٣، وما يأتى في حاشية التخريج. (٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٢٤ من طريق يحيى بن آدم به، من قول الحسن بلفظ: "شفيع لهم يوم القيامة". وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠٠ إلى أبي الشيخ من قول الحسن.