﴿وَجَعَلَ﴾ لكم ﴿خِلَالَهَا أَنْهَارًا﴾. يقولُ: بينها (١) أنهارًا، ﴿وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ﴾ وهى ثوابت الجبالِ، ﴿وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا﴾: بين العذبِ والمِلْحِ، أن يُفْسِدَ أحدُهما صاحبه، ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾. [يقولُ: أإلهٌ مع الله](٢) سواه فعل هذه الأشياءَ، فأشْرَكتُموه في عبادتكم إيَّاه؟
وقوله: ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. يقول تعالى ذكره: بل أكثرُ هؤلاء المشركين لا يعلمون قَدْرَ عَظَمَةِ اللهِ، وما عليهم مِن الضرِّ في إشراكهم في عبادة الله غيره، وما لهم من النفع في إفرادِهم الله بالألوهة، وإخلاصهم له العبادة، وبراءتهم من كلِّ معبود سواه.