يقولُ تعالى ذكرُه: وإذا عايَن الذين كذَّبوك يا محمدُ، وجحَدوا نُبوَّتَك، والأممُ الذين كانوا على منهاجِ مُشْركي قومِك - عذابَ اللهِ، فلا يُنْجِيهم مِن عذابِ اللهِ شيءٌ؛ لأنهم لا يُؤْذَنُ لهم فيَعْتَذِرون، فيُخَفَّفُ (٢) عنهم العذابُ، بالعذرِ الذي يَدَّعُونه، ﴿وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾. يقولُ: ولا يُرْجَئون للعقابِ (٣)؛ لأن وقتَ التوبةِ والإنابةِ قد فات، فليس ذلك وقتًا لهما، وإنما هو وقتٌ للجزاءِ على الأعمالِ، فلا يُنْظُرُ بالعِتابِ ليُعْتَبَ بالتوبةِ.
يقولُ تعالى ذكرُه: وإذا رأى المشركون باللهِ يومَ القيامةِ ما كانوا يَعْبُدون مِن دونِ اللهِ؛ من الآلهةِ والأوثانِ وغيرِ ذلك، قالوا: ربَّنا هؤلاء شركاؤُنا في الكفرِ بك، والشركاءُ الذين كنا نَدْعُوهم آلهةً مِن دونِك، قال اللهُ تعالى ذكرُه: ﴿فَأَلْقَوْا﴾. يعنى شركاءَهم الذين كانوا يَعْبُدونهم مِن دونِ اللهِ ﴿الْقَوْلَ﴾ يقولُ: قالوا لهم: ﴿إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ أَيُّها المشركون، ما كنا نَدْعوكم إلى عبادتِنا.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) في ص، ت ٢: "فيخف". (٣) في ص، ت ١، ت ٢: "بالعقاب".