وأولى الأقوالِ في ذلك بالصحةِ عندى قولُ مَن قال: معنى ذلك: ذلك: والْتَفَّتْ ساقُ الدنيا بساقِ الآخرة، وذلك شدَّةُ كربِ الموتِ، بشدَّةِ هَوْلِ المَطْلَعِ، والذي يَدُلُّ على أنَّ ذلك تأويلهُ، قوله: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴾. والعرب تقولُ لكلِّ أمرٍ اشتدَّ: قد شمَّر عن ساقه (١)، وكشَف عن ساقه. ومنه قولُ الشاعر (٢):
قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه: فلم يُصَدِّقُ بكتابِ اللهِ، ولم يُصلِّ له صلاةٌ، ولكنه كذَّب بكتابِ اللهِ، وتولَّى فَأَدْبَر عن طاعةِ اللهِ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
(١) في الأصل: "شاقه". (٢) هو قيس بن زهير. والبيت في اللسان (و ى هـ). وفى الأغانى ١٧/ ٢٠٠ من قطعة مرفوعة القافية. (٣) في م: (إذ)، وفى ت ١: "فإذا". (٤) في النسخ: "فرنها"، صوابه المثبت من مصدر التخريج، وينظر التبيان ١٠/ ٨٧.