كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

تفسير سورة "قد أفلح المؤمنون" - ذكر من قال ذلك - ج: 17 - ص: 77

يَجْأَرُونَ (٦٤) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (٦٥)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ولهؤلاءِ الكفارِ من قريشٍ أعمالٌ من دونِ ذلك هم لها عامِلون، إلى أن نأخُذَ (١) أهلَ النَّعمةِ والبَطَرِ منهم بالعذابِ.

كما حدَّثنا يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ﴾. قال: المُتْرَفُون العظماءُ.

﴿إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ﴾. يقولُ: فإذا أخذْناهم به جأَروا. يقولُ: ضجُّوا واستغاثُوا مما حلَّ بهم من عذابِنا.

ولعلّ الجُوَارَ رفعُ الصوتِ، كما يَجأرُ الثورُ. ومنه قولُ الأعشى (٢):

يُرَاوِحُ مِنْ صَلَوَاتِ المليـ … ـكِ (٣) طَوْرًا سُجُودًا وَطَوْرًا جُؤَارَا

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ: ﴿إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ﴾. يقولُ: يَستغيثون (٤).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا يَحيى وعبدُ الرحمنِ، قالا (٥): ثنا سفيانُ، عن علقمةَ

---

(١) في م: "يؤخذ".
(٢) تقدم في ١٤/ ٢٥١.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "الملائك".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "قال".