يقولُ تعالى ذِكرُه: ولقد آتَينا موسى التوراةَ ليهتدِىَ بها قومُه من بني إسرائيلَ
ويعمَلوا (١) بما فيها.
﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً (٢)﴾. يقولُ: وجَعَلْنَا ابنَ مريمَ وأمَّه حجةً لنا على من كان بينَهم، وعلى قدرتِنا على إنشاءِ الأجسامِ من غيرِ أصلٍ، كما أَنشَأْنَا خَلْقَ عيسى من غيرِ أبٍ.
كما حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا مَعْمرٌ، عن قَتادَة في قولِه: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ﴾. قال: ولدَته من غيرِ أبٍ هو له (٣).
ولذلك وُحِّدتِ (٤)"الآيةُ" وقد ذكَرَ مريمَ وابنَها.
وقولُه: ﴿وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ﴾. يقولُ: وضمَمناهما وصيَّرناهما إلى ربوةٍ.
(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "يعملون". (٢) سقط من: م. (٣) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٤٦، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٥/ ٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٤) في ت ١، ت ٢: "وجدت".