يقالُ: أوى فلانٌ إلى موضعِ كذا، فهو يأوى إليه. إذا صار إليه. وعلى مثال "أفعَله"(١) فهو يُؤْويه.
وقولُه: ﴿إِلَى رَبْوَةٍ﴾. يعنى: إلى مكانٍ مرتفعٍ من الأرضِ على ما حولَه، ولذلك قيل للرجلِ يكونُ فى رفعةٍ من قومِه، [وعزٍّ وشرفٍ وعَددٍ: هو في ربوةٍ من قومِه](٢).
وفيها لغتان: ضمُّ الراءِ وكسرُها إذا أُريدَ بها الاسمُ، وإذا أُريدَ بها الفعلةُ من المصدرِ، قيل: رَبَا رَبُوةً.
واختلف أهلُ التأويلِ فى المكانِ الذى وصفه اللهُ بهذه الصفةِ، وآوَى إليه مريمَ وابنَها؛ فقال بعضُهم: هو الرَّمْلةُ من فلسطينَ.
ذِكرُ من قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا صفوانُ بنُ عيسى، قال: ثنا بشرُ بنُ رافعٍ، قال: ثنى ابنُ عمٍّ لأبي هريرةَ يقالُ له: أبو عبدِ اللهِ. قال: قال لنا أبو هريرةَ: الزَموا هذه الرَّملةَ من فلسطينَ؛ فإنها الربوةُ التى قال اللهُ: ﴿وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ (٣).
حدَّثني عصامُ بن رَوّادِ بن الجراحِ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عبَّادٌ أبو عتبةَ الخوَّاصُ، قال: ثنا يحيى بنُ أبي عمرٍو السَّيبانيُّ (٤)، عن أبي (٥) وعْلةَ، عن كريبٍ،
(١) فى م: "أفعلته". (٢) سقط من: ت ٢. (٣) أخرجه البخارى فى الكنى ٩/ ٤٩ من طريق صفوان بن عيسى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٠ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي نعيم. (٤) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "الشيباني". (٥) فى م: "ابن".