فقد بيَّن هذان الخبران أن غفرانَ اللَّهِ التَّبِعاتِ التي بينَ خلقِه فيما بينَهم، إنما هو غداةَ جَمْعٍ، وذلك في الوقتِ الذي قال جل ثناؤه: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ﴾. لذنوبِكم؛ فإنه غفورٌ لها حينَئذٍ، تَفَضُّلًا منه عليكم، رحيمٌ بكم.
والآخرُ منهما: ثم أفِيضوا من عَرفةَ إلى المشعَرِ الحرامِ، فإذا أفَضْتم إليه منها، فاذكُروا اللَّهَ عندَه كما هداكم.
فأما النُّسْكُ في الدِّينِ، فإنه يقالُ منه: ما كان الرجلُ نَاسِكًا، ولقد نَسَك ونَسُك نَسْكًا ونِسْكًا ونَساكةً. وذلك إذا تَقَرَّأ (٢).
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٨/ ١٩٩ - ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات ٢/ ٢١٣ - من طريق مسلم بن حاتم به، وأخرجه ابن الجوزي من طريق عبد الرحيم بن هارون، عن عبد العزيز بن أبي رواد به. قال ابن الجوزي: تفرد به عبد العزيز بن أبي رواد، ولم يتابع عليه … وقد رواه عنه اثنان؛ عبد الرحيم بن هارون، قال الدارقطني: متروك الحديث يكذب. والثاني بشار بن بكير، وهو مجهول. (٢) أي: تنسك وتفقه. الوسيط (ق ر أ).