كان المشركون يحُجُّون البيتَ الحرامَ، ويُهدون الهدايا، ويعظِّمون حُرمةَ المشاعرِ، ويَتَّجِرون في حَجِّهم، فأراد المسلمون أن يُغِيروا عليهم، فقال اللهُ ﷿: ﴿لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ (١).
حدَّثنى محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: أخبَرنا عيسى، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ فى قولِ اللهِ: ﴿شَعَائِرَ اللَّهِ﴾: الصفا والمروةُ، والهَدْىُ، والبُدْنُ، كلُّ هذا من شعائرِ اللهِ (٢).
حدَّثنى المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبلٌ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
وقال آخرون: معنى ذلك: لا تحلُّوا ما حرَّم الله عليكم في حالِ إحرامِكم.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثنى محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾. قال: شعائرُ اللهِ ما نهَى اللهُ عنه أن تصيبَه وأنت مُحْرِمٌ (٣).
قال أبو جعفرٍ: وكأن الذين قالوا هذه المقالةَ وجَّهوا تأويلَ ذلك إلى: لا تُحِلُّوا معالمَ حدودِ اللهِ التي حرَّمها عليكم في إحرامِكم.
(١) أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٣٦٠، وابن الجوزى فى نواسخ القرآن ص ٢٩٩، ٣٠٠ من طريق أبي صالح به بنحوه، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ٢٥٣، ٢٥٤ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) تفسير مجاهد ص ٢٩٨. (٣) بعده فى الأصل: "قال: قال أبو جعفر". والأثر عزاه السيوطى في الدر المنثور ٢/ ٢٥٤ إلى المصنف وابن أبي حاتم.