حدَّثني محمدُ بنُ عُمارةَ الأسديُّ ومحمدُ بنُ خلفٍ، قالا: ثنا عُبيدُ اللهِ، قال: أخبَرنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، قال: سأَلْتُ عمرَو بنَ شعيبٍ عن قول الله ﷿: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾. قال: قُرْبَى النبيِّ ﷺ(١).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: قل لا أسْأَلكم أيها الناسُ على ما جئتُكم به أجرًا، إلا أن تَوَدَّدُوا إلى اللهِ، وتَتَقَرَّبوا بالعملِ الصالحِ والطاعةِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليُّ [ومحمدٌ ابنا داودَ](٢) قالا: ثنا عاصمُ بنُ عليٍّ، قال: ثنا قَرَعةُ بنُ سُوَيْدٍ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ، عن النبيِّ ﷺ قال (٣): ولا أَسْأَلُكم على ما أتَيْتُكم به مِن البيناتِ والهدى أجرًا، إلا أن تَودُّدُوا (٤) للهِ وتَتَقَرَّبوا إليه بطاعتِه (٥).
حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن منصورٍ بن زاذان، عن الحسنِ، أنه قال في هذه الآيةِ: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾. قال: القُرْبَى إلى اللهِ.
حدَّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هُشَيمٌ، قال: أخبَرنا عوفٌ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾. قال: إلا التقربَ إلى اللهِ، والتودُّدَ إليه بالعملِ الصالحِ (٦).
(١) ذكره البغوي في تفسيره ٧/ ١٩١، والقرطبي في تفسيره ٢١/ ١٦، وابن كثير في تفسيره ٧/ ١٨٩. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بن داود أخوه أيضا". (٣) في النسخ: "قل". والمثبت من مصادر التخريج. (٤) في الأصل: "تودوا". (٥) أخرجه أحمد ٤/ ٣٨ (٢٤١٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٧/ ١٨٨، والطبراني (١١١٤٤)، والحاكم ٢/ ٤٤٤،٤٤٣ من طريق قزعة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦ إلى ابن مردويه. (٦) ذكره الحافظ في الفتح ٨/ ٥٦٥ وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٧ إلى عبد بن حميد.