يقولُ تعالى ذكرُه: أو يُوبِقْ هذه الجوارىَ في البحرِ؛ بما كسَبَتْ رُكْبانُها مِن الذنوبِ، واجْتَرَموا من الآثامِ. وجزَم ﴿يُوبِقْهُنَّ﴾، عطفًا على ﴿يُسْكِنِ الرِّيحَ﴾. ومعنى الكلامِ: إن يَشَأْ يُسْكِنِ الريحَ فيظْلَلنَ رَواكدَ على ظهرِه، ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾. ويعنى بقوله: ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾. أو يُهْلِكُهن بالغرقِ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾. يقولُ: يُهْلِكُهن (١).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾. أو يُهْلِكُهن (٢).
حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾. قال: يُغْرقُهن (٣) بما كسَبوا (٤).
وبنحوِ الذي قلنا في قولِه: ﴿بِمَا كَسَبُوا﴾. قالوا أيضًا.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في الإتقان ٢/ ٤٢ من طريق أبي صالحٍ به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٠ إلى ابن المنذر. (٢) تفسير مجاهد ص ٥٩٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٠ إلى عبد بن حميد. (٣) في ت ٣: "يعوقهن". (٤) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ١٦٤.