وقولُه: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمرِهِ﴾. وأُدخلت ﴿عَنْ﴾ لأن معنى الكلامِ: فليَحْذَرِ الذين يَلوذُون (١) عن أمرِه، ويُدْبِرون عنه مُعرضِين.
يقولُ تعالى ذكرُه: أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مُلْكَ جميعِ [ما في](٢) السماواتِ والأرضِ. يقولُ: فلا ينبغى لمملوكٍ أن يُخالِفَ أمرَ مالِكِه فيَعصيَه، فيستوجِبَ بذلك عقوبتَه. يقولُ: فكذلك أنتم أيُّها الناسُ، لا يصلُحُ لكم خلافُ ربِّكم الذي هو مالِكُكم، فأطِيعُوه واتَّمِروا لأمرِه، ولا تنْصرِفوا عن رسولِه إذا كُنتُم معه على أمرٍ جامعٍ إِلَّا بإذنِه.
وقولُه: ﴿قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾. [يقولُ: قد يعلَمُ ربُّكم ما أنتم عليه](٣) من طاعتِكم إيَّاهُ فيما أمَركم ونَهاكم مِن ذلك.
كما حدَّثني (٤) يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهْبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾: صنِيعَكم هذا أيضًا (٥).
﴿وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ﴾. يقولُ: ويَومَ يَرْجِعُ إِلى اللَّهِ الذين يُخالفونَ عَن أمرِه ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ﴾. يقولُ: فيُخبرُهم حينَئذٍ ﴿بِمَا عَمِلُوا﴾ في الدُّنيا، ثم يُجازِيهم على ما أسلَفُوا فيها من خِلافِهم على ربِّهم. ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾. يقولُ: واللَّهُ
(١) في ت ٢: "يولون". (٢) سقط من: م، ت ١، ت، ف. (٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف. (٤) بعده في م: "أيضًا". (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦٥٨ من طريق أصبغ، عن ابن زيد.