قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه: فأعرَضت سبأٌ عن طاعةِ ربِّها، وصدَّت عن اتباعِ ما دعتها إليه رُسُلُها، من أمرِ (٢) خالقِها.
كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثنى محمدُ بنُ إسحاقَ، عن وهبِ بن منبِّهٍ اليمانيِّ، قال: لقد بعَث اللهُ إلى سبأ ثلاثةَ عَشَرَ نبيًّا فكذَّبوهم (٣).
﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فثقَبنا (٤) عليهم حينَ أعرَضوا عن تصديقِ رسلِنا سدَّهم الذي كان يَحْبِسُ عنهم السيولَ.
ففي ذاك للمُؤْتَسِى أُسْوَةٌ … ومَأْرِبُ قَفَّى (٦) عليه العَرِمْ
رِجَامٌ (٧) بَنَتْه لهم حِمْيَرٌ … إذا جاء ماؤُهُمُ لم يَرِمْ
وكان العَرِمُ، فيما ذُكِر، مما بنَتْه بِلْقيسُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّوْرَقيُّ، قال: حدَّثنا وهبُ بنُ جريرٍ،
(١) في الأصل، ت ٢: "يجازى". وهي قراءة كما سيأتي. (٢) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أنه". (٣) ذكره البغوي في تفسيره ٦/ ٢٩٣ وابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٩٥ عن محمد بن إسحاق به مختصرًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٣٢ إلى ابن أبي حاتم. (٤) في الأصل: "فبعثنا". (٥) البيتان في ديوانه ص ٤٣. (٦) في الأصل، م: "عفى". (٧) في الأصل: "ركام"، وفى ت ١، ت ٣: "رحام" من غير نقط، وفى الديوان: "رخام"، والرخام: حجر أبيض سهل رِخْو. اللسان (ر خ م)، والرِّجام: حجارة ضخام وربما جمعت على القبر ليتَسنَّم. اللسان (ر ج م).