الظُّلُمَاتِ﴾. قال: ظلمةِ الليلِ، وظلمةِ البحرِ، وظلمةِ بطنِ الحوتِ (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ﴾. قال: ظلمةِ الليلِ، وظلمةِ البحرِ، وظلمةِ بطنِ الحوتِ.
حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ﴾. قال: ظلمةِ بطنِ الحوتِ، وظلمةِ البحرِ، وظلمةِ الليلِ (٢).
وقال آخرون: إنما عُنِى بذلك أنه نادَى في ظلمةِ جوفِ حوتٍ في جوفِ حوتٍ آخرَ في البحرِ. قالوا: فذلك هو الظلماتُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن سالمِ بن أبي الجَعْدِ: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ﴾. قال: أَوْحَى اللَّهُ إلى الحوتِ ألا تَضُرَّ له لحمًا ولا عظمًا. ثم ابْتَلَع الحوتَ حوتٌ آخرُ، قال: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ﴾. قال: ظلمةِ الحوتِ (٣)، ثم حوتٍ، ثم ظلمةِ البحرِ (٤).
قال أبو جعفرٍ: والصوابُ مِن القولِ في ذلك أن يقالَ: إِن اللَّهَ أَخْبَر عن يونُسَ أنه ناداه في الظُلماتِ: ﴿أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. ولا شكَّ أنه قد عنَى بإحدى الظلماتِ بطنَ الحوتِ، وبالأُخرى ظلمةِ البحرِ، وفي
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٣٣ إلى المصنف. (٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٧ عن معمر به. (٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "حوت". (٤) أخرجه أحمد في الزهد ص ٣٤ من طريق عبد الرحمن به، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ١١/ ٥٤٣، ٥٤٤ عن سفيان به.