معلومٌ أنه لا يكونُ إلا في الماءِ، ولا غَرَقَ في البرِّ.
وقولُه: ﴿وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وإِن نَشَأْ نُغْرِقْ هؤلاء المشركين إذا ركِبوا الفُلْكَ في البحرِ، ﴿فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ﴾. يقولُ: فلا مُغِيثَ لهم إذا نحن غَرَّقْناهم يُغِيثُهم فيُنَجِّيهم من الغرقِ.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ﴾. أي: فلا مُغِيثَ لهم (١).
وقولُه: ﴿وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ﴾. يقولُ: ولا هو يُنْقِذُهم مِن الغَرَقِ شيءٌ إن نحن أغرَقْناهم في البحرِ، إلا أن تُنْقِذَهم نحن رحمةً مِنَّا لهم، فنُنَجِّيَهم منه.
وقولُه: ﴿وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ﴾. يقولُ: ولِيُمَتِّعَهم إلى أجلٍ هم بالِغوه. فكأنه قال: ولا هم يُنْقَذون، إلا أن نَرْحَمَهم فنُمَتِّعَهم إلى أجلٍ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ﴾.
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٤٤ عن معمر عن قتادةَ. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦٥ إلى عبد بن حميدٍ وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦٥ إلى عبد بن حميد والمصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.