حتى يصيرَ في الصدر، ثم يرفَعَ رأسَه، في قولِ بعضِ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ مِن أهل البصرةِ (١). وفى قولِ بعضِ الكوفيين (٢): هو الغاضُّ بصرَه بعدَ رفعِ رأسِه وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾. قال: هو كقولِ اللهِ: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ﴾ [الإسراء: ٢٩]. يعنى بذلك أن أيديَهم مُوثَقةٌ إلى أعناقِهم، لا يستطيعون أن يَبْسُطوها بخيرٍ (٣).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾. قال: رافعو رءوسِهم، وأيديهم موضوعةٌ على أفواهِهم (٤).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾. أي: فهم مغلولون عن كلِّ خيرٍ (٥).
(١) هو أبو عبيدة كما في مجاز القرآن ٢/ ١٥٧ (٢) هو الفراء كما في معاني القرآن ٢/ ٣٧٣ (٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٥٤٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٥٩ إلى ابن أبي حاتم مختصرًا. (٤) تفسير مجاهد ص ٥٥٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٥٩ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم، وينظر تفسير ابن كثير ٦/ ٥٥٠. (٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٣٩، ١٤٠ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٥٩ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.