قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذِكرُه: وفي ثمودَ أيضًا لهم عبرةٌ ومُتَّعَظٌ، إذ قال لهم ربُّهم:[﴿تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ﴾. يعني: إلى [وقتِ فناءِ آجالِكم](٢).
وقولُه: ﴿فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾] (٣). يقولُ: فتكَبَّروا عن أمرِ ربِّهم، وعَلَوا استكبارًا عن طاعةِ اللَّهِ.
كما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾. قال: عَلَوْا (٤).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾. قال العاتي العاصي التاركُ لأمْرِ اللَّهِ ﷿.
وقولُه: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فأخذَتهم صاعقةُ (٥)
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٤٥ عن معمر به. (٢) غير واضحة في الأصل، والمثبت من تفسير ابن كثير من قول المصنف. ينظر تفسير ابن كثير ٧/ ٤٠٠. (٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٤) تفسير مجاهد ص ٦٢٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٥ إلى عبدِ بن حميد وابن المنذر. (٥) في الأصل: "الصاعقة".