حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا عيسى بنُ يونسَ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن يزيدَ بن عبدِ اللهِ بن قُسَيطٍ، عن أبي حسنٍ البَرَّادِ، قال: لمَّا نزلَت: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾. ثم ذكَر نحوَ حديثِ ابن حُمَيدٍ، عن سَلَمةَ.
وقولُه: ﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا﴾. اختَلف أهلُ التأويلِ في حالِ الذكرِ الذي وصَف اللهُ به هؤلاء المُسْتَثْنَين مِن الشعراءِ؛ فقال بعضُهم: هي حالُ منطقِهم ومُحاورتِهم الناسَ. وقالوا: معنى الكلامِ: وذكَروا الله كثيرًا في كلامِهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا﴾: فِي كلامِهم (١).
وقال آخرون: بل ذلك في شِعْرِهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وَهْبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا﴾. قال: ذكَروا الله في شِعْرِهم (٢).
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ أن يقالَ: إن الله وصَف هؤلاء
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٣٥ من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩٩ إلى ابن المنذر وابن مردويه. (٢) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٤٩.