حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنا عمى، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا﴾. إلى قولِه: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا﴾. وطَمْسُها أن تُعْمَى، ﴿فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾. يقولُ: أن نجعلَ وجوهَهم مِن قِبَلِ أقفِيتِهم، فيَمْشون القَهْقَرى، ونجعَلَ لأحدِهم عينَين في قَفاه (١).
حدَّثني أبو العالية إسماعيلُ بنُ الهيثمِ العَبْديُّ، قال: ثنا أبو قُتَيبةَ، عن فُضَيلِ بن مَرْزُوقٍ، عن عطيةَ العَوْفيِّ في قولِه: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾. قال: نجعَلَها في أقفائِها، فتَمْشي على أعقابِها القَهْقَرَى (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ عُمارةَ الأسْديُّ، قال: ثنا عُبَيدُ اللهِ بن موسى، قال: ثنا فُضَيلُ بنُ مَرْزُوقٍ، عن عطيةَ بنحوِه، إلا أنه قال: طَمْسُها أن يَرُدُّها في (٣) أقفائِها (٢).
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾. قال: نُحوِّل وجوهَها قِبَلَ ظهورها (٤).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: مِن قبل أن نُعْمِيَ قومًا عن الحقِّ، فَنَرُدَّها (٥) على أدبارِها في الضلالةِ والكفرِ.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٦٨، ٩٦٩ (٥٤١٢، ٥٤١٥) عن محمد بن سعد به. وانظر مسائل نافع بن الأزرق ص ١٩٨. (٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٦٩ عقب الأثر (٥٤١٥) معلقًا. (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "على". (٤) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٦٣. (٥) في الأصل: "فيردها".