حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ في قولِه: ﴿مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ﴾. قال: ما يَقُولون إلا ما قد قال المشرِكون للرسلِ من قبلِك (٢).
وقولُه: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ﴾. يقولُ: إن ربَّك لذو مغفرةٍ لذنوبِ التائبين إليه من ذنوبِهم، بالصفحِ عنهم، ﴿وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ﴾. يقولُ: وهو ذو عقابٍ مؤلمٍ لمن أصرَّ على كفرِه وذنوبِه، فمات على الإصرارِ على ذلك قبلَ التوبةِ منه.
يقولُ تعالى ذكرُه: ولو جعَلْنا هذا القرآنَ الذي أنزَلْناه يا محمدُ أعجميًّا، لقال قومُك من قريشٍ: ﴿لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾. يعني: هلَّا بُيِّنتْ أدلتُه وما فيه من آيةٍ، فنَفْقَهَه ونعلمَ ما هو وما فيه. ﴿أَأَعْجَمِيٌّ﴾؟ يعنى أنهم كانوا يَقُولون إنكارًا له: أأعجميٌّ هذا القرآنُ ولسانُ الذي أُنزِل عليه عربيٌّ؟!
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٨٨ عن معمر عن قتادة بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد مختصرا. (٢) ذكره الطوسى في التبيان ٩/ ١٣٠، وابن كثير في تفسيره ٧/ ١٧١.