رسولُ اللهِ ﷺ، غازِيًا، فلَقِى العدوَّ، وأخرَج المسلمون رجلًا من المشركين، وأشْرَعوا فيه الأَسِنَّةَ، فقال الرجلُ: ارفَعُوا عنى سلاحَكم، وأسْمِعونى كلامَ اللهِ تعالى. فقالوا: تَشْهَدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه، وتَخْلَعُ الأَنْدادَ، وتَتَبَرَّأُ مِن اللَّاتِ والعُزَّى. فقال: فإني أُشْهِدُكم أني قد فعَلتُ.
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وَهْبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قولِه: ﴿ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾. قال: إن لم يُوافِقْه ما تقصُّ (١) عليه وتُحَدِّثُه، فأَبْلِغْه، قال: وليس هذا بمنسوخٍ (٢).
واختُلِف في حكمِ هذه الآيةِ، هل هو منسوخٌ أو هو غيرُ منسوخٍ؟
فقال بعضُهم: هو غيرُ منسوخٍ. وقد ذكَرنا قولَ من قال ذلك.
وقال آخرون: هو منسوخٌ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا سفيانُ، عن جُوَيبرٍ، عن الضحاكِ: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾، نسخَتها: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ (٣)[محمد: ٤٧]
قال: ثنا سفيانُ، عن السُّدِّيِّ مثلَه (٤).
(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "تقول" وكتب عليه في ص: "ط"، والمثبت من تفسير ابن أبي حاتم. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٥٦ (١٠٠٩١) من طريق أصبغ عن ابن زيد به. (٣) ذكره النحاس في ناسخه ص ٤٩٣، وابن كثير في تفسيره ٤/ ٥٥. (٤) أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ ص ٣٠٠، وابن الجوزي في النواسخ ص ٣٠٠، وابن الجوزى في النواسخ ص ٤٦٧، ٤٦٨ من طريق سفيان به ولكن فيه أن قوله تعالى: "فاقتلوا المشركين … " هو الناسخ لقوله: "فإما منا بعد وإما فداء"، وذكره النحاس في ناسخه ص ٤٩٣، وابن كثير في تفسيره ٤/ ٥٥ عن السدى.