خرَقوا جَيْبَ (١) فَتاتِهم … لم يُبالُوا سَوْءَةَ (٢) الرَّجُلَهْ
وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ﴾. قال: كان ناسٌ مِن العربِ يَطُوفون بالبيتِ عُراةً، ولا يَلْبَسُ أحدُهم ثوبًا طاف فيه (٣).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ بنحوِه.
حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا أبو سعدٍ المَدَنيُّ (٤)، قال: سمِعْتُ مجاهدًا يقولُ في قولِه: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا﴾. قال: أربعُ آياتٍ نزَلَت في قريشٍ، كانوا في الجاهليةِ لا يَطوفون بالبيتِ إلا عُراةً.
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبو أسامةَ، عن عوفٍ، قال: سمِعْتُ مَعْبَدًا الجُهَنيَّ (٥) يقولُ في قولِه: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ﴾. قال: اللباسُ الذي يَلْبَسون.
(١) الجيب هاهنا: الهَنُ، أي الفرج. ينظر اللسان (ر ج ل). (٢) في مصادر التخريج: "حرمة". (٣) تفسير مجاهد ص ٣٣٤. ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٥٦ (٨٣٢٨). وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٥ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ. (٤) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "المصرى". (٥) في ص، ف: "الجهمي"، وينظر تهذيب الكمال ٢٨/ ٢٤٤.