يقولُ جلَّ ثناؤُه: قال يوسُفُ للملِكِ: اجْعَلْنى على خَزائنِ أَرضِك. وهى جمعُ خِزانةٍ، والألفُ واللامُ دخَلَتا في الأرضِ خَلَفًا مِن الإضافةِ، كما قال الشاعرُ (٢):
وهذا مِن يوسُفَ صلواتُ اللهِ عليه مسألةٌ منه للملكِ أن يُوَلِّيَه أمرَ طعامِ بلدِه وخَراجِها، والقيامَ بأسبابِ بلدِه، ففعَل ذلك الملكُ به فيما بلَغَنى.
كما حدَّثني يونُسُ، قال: أخْبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ﴾. قال: كان لفرعونَ خَزائنُ كثيرةٌ غيرُ الطعامٍ، قال: فأسْلَم سلطانَه كلَّه إليه، وجعَل القضاءَ إليه، أمرُه وقضاؤُه نافذٌ (٣).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ المختارِ، عن شَيْبَةَ الضَّبِّيِّ في قولِه: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ﴾. قال: على حفظِ الطعامِ (٤).
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤ إلى المصنف وأبى الشيخ. (٢) تقدم تخريجه في ٤/ ٣٣٧. (٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٤٧، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤ إلى ابن أبي حاتم. (٤) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٤٧ مطولًا. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٦٠ (١١٧١٢) من طريق إبراهيم به بلفظ أثر ابن زيد السابق، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤ إلى المصنف وابن أبي حاتم وأبى الشيخ بلفظ: جميع الطعام. وإبراهيم ضعيف.