مستكبرًا على ربِّه، ﴿مِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾. يعنى: مِن المتجاوِزين ما ليس لهم تجاوزُه. وإنما يعنى جلَّ ثناؤُه أنه كان ذا اعتداءِ في كفرِه، واستكبارٍ (١) على ربِّه جلَّ ثناؤُه.
يقولُ تعالى ذكرُه: ولقد اختَرْنا بني إسرائيلَ على علمٍ منَّا بهم، على عالَمى (٢) أهلِ زمانِهم يومَئذٍ، وذلك زمانَ (٣) موسى ﵇.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾. أي: اختيروا على أهلِ زمانِهم ذلك، ولكلِّ زمانٍ عالَمٌ.
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾. قال: عالَمِ ذلك الزمانِ (٤).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "واستكبارًا". (٢) في ص، ت ٣: "عالي". (٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "امام"، ولعل صوابها: "أيام". (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٠٨ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.