وقولُه: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ﴾. خبرٌ عن زوجِ المرأةِ، وهو القائلُ لها: إن هذا الفعلَ من كيدِكنَّ: أي صنيعِكنَّ، يعنى من صنيعِ النساءِ، ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾. وقيل: إنه خبرٌ عن الشاهدِ أنه القائلُ ذلك.
وهذا فيما ذُكر عن ابن عباسٍ خبرٌ من اللهِ تعالى ذكرُه عن قيلِ الشاهدِ أنه قال للمرأةِ وليوسفَ.
يعنى بقولِه: ﴿يُوسُفُ﴾: يا يوسفُ ﴿أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾. يقولُ: أَعرِضْ عن ذكرِ ما كان منها إليك فيما راودتْكَ عليه، فلا تذكُرْه لأحدٍ.
كما حدَّثنا يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾. قال: لا تذكُرْه (١).
﴿وَاسْتَغْفِرِي﴾ أنت زوجَكِ. يقولُ: سَلِيه أن لا يعاقبَكِ على ذنبكِ الذي أذنبتِ، وأن يصفَحَ عنه، فيستُرَه عليكِ، ﴿إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾. يقولُ: إنكِ كنتِ من المذنبين في مراودةِ يوسفَ عن نفسِه. يقالُ منه: خطِئ في الخطيئةِ يَخْطَأُ خَطَأً وخِطْأً. كما قال جلَّ ثناؤُه إنَّهُ (٢): ﴿كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: ٣١]. والخَطَأُ في الأمرِ.
وحُكِى في الصوابِ أيضًا الصَّوَبُ والصَّوْبُ، كما قال الشاعرُ (٣):
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٣٠ (١١٥١٧) بإسناده عن ابن زيد. (٢) كذا في النسخ. ولعله وهم من الناسخ سبق به قلمه. (٣) البيت لأوس بن غلفاء، كما في النوادر ص ٤٦، وطبقات فحول الشعراء ١/ ١٦٧، ومجاز القرآن ١/ ٢٤١.