قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا سعيد بن منصورٍ، قال: ثنا خالد، عن الشَّيْبانيِّ، عن عكرمةَ: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ﴾ قال: هي النخلةُ.
حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثورٍ، عن معمر، قال: قال شعيبُ بنُ الحَبْحابِ، عن أنس بن مالكٍ: الشجرة الطيبة: النخلة (١).
وقال آخرون: بل هي شجرةٌ في الجنة.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثنا الحسن بن محمدٍ، قال: ثنا عفانُ، قال: ثنا أبو كُدَيْنةَ، قال: ثنا قابوسُ بن أَبي ظَبْيانَ، عن أبيه، عن ابن عباس في قولِ اللَّهِ ﷿: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾. قال: هي شجرةٌ في الجنة.
وأولى القولين بالصواب في ذلك قول من قال: هي النخلة، لصحة الخبرِ عن رسول الله ﷺ بما:
حدثنا به الحسن بن محمدٍ، قال: ثنا سفيان بن عيينةَ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: صحبت ابن عمرَ إلى المدينة، فلم أسمَعْهُ يُحدِّثُ عن رسولِ اللَّهِ ﷺ إلا حديثًا واحدًا، قال: كنا عند النبيِّ ﷺ، فأتى بجُمَّارٍ (٢)، فقال:"مِن [الشجَرِ شجرة](٣) مَثَلُها مَثَلُ الرَّجُلِ المسلمِ". فأردتُ أن أقول: هي النخلة. فإذا أنا أصغرُ القومِ،
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٤٢ عن معمر به، بزيادة "والشجرة الخبيثة الحنظلة". (٢) الجُمَّار: هو جمع جُمَّارة. والجمارة: قلب النخلة وشحمتها. النهاية ١/ ٢٩٤. (٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "الشجرة".