حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا أبو زُهَيرٍ، عن جُوَيبرٍ، عن الضحاكِ، قال: الجِبْتُ حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ، والطاغوتُ كعبُ بنُ الأشرف (٢).
حدَّثني يحيى بنُ أبى طالبٍ، قال: أخبرنا يزيدُ، قال: أخبرنا جُوَيبرٌ، عن الضحاكِ في قوله: ﴿بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾. قال: الجِبْتُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، والطاغوتُ كعبُ بنُ الأشرفِ.
وقال آخرون: الجِبْتُ كعبُ بن الأشرفِ، والطاغوتُ الشيطانُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا جَرِيرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: الجِبْتُ كعبُ بنُ الأشرفِ، والطاغوتُ الشيطانُ كان في صورة إنسانٍ (٣).
والصوابُ من القول في تأويل قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾. أن يقالَ: يُصَدِّقون بمعبودَين مِن دونِ اللهِ، فَيَعبُدُونهما من دون الله، ويَتَّخذونهما إلهين؛ وذلك أن الجبت والطاغوت اسمان لكلِّ مُعَظَّمٍ بعبادةٍ مِن دونِ اللَّهِ أو طاعةٍ أو خضوعٍ له، كائنًا [ما كان ذلك](٤) المُعَظَّمُ؛ مِن حَجَرٍ أو إنسانٍ أو شيطانٍ.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٥ (٥٤٥٠) من طريق عبد الله بن صالح به، في تفسير الطاغوت. وعلق باقيه عقب الأثر (٥٤٤٦). وأخرج عن ابن عباس ٣/ ٩٧٤ (٥٤٤٥) من طريق عبد الله بن صالح به، بلفظ: الجبت الشرك. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٢ إلى المصنف. وتقدم في ٤/ ٥٥٦ عن الضحاك بهذا الإسناد بلفظ: الطاغوت الشيطان. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٢ إلى المصنف وابن أبي حاتم من طريق ليث به. وهو عند ابن أبي حاتم ٣/ ٩٧٥ (٥٤٤٨) من طريق ليث به في تفسير الجبت. وتقدم باقيه عن مجاهد. (٤) في الأصل: "من ذلك كان".