يقولُ تعالى ذكرُه: وأَخْرَجْنا أيضًا جناتٍ مِن أعنابٍ، يعني: بَساتينَ مِن أعنابٍ.
واخْتَلَفت القَرَأَةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأَه عامةُ القرَأةِ: ﴿وَجَنَّاتٍ﴾.
نصبًا، غيرَ أن التاءَ كُسِرَت لأنها تاءُ جمعِ المؤنثِ، وهي تُخْفَضُ في موضعِ النصبِ.
وقد حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا القاسمُ بنُ سلَّامٍ، عن الكِسائيِّ، قال: أَخْبَرنا حمزةُ، عن الأعمشِ أنه قرَأ:(وجَناتٌ مِن أعنابٍ) بالرفعِ (٢).
فرفَع (جناتٌ) على إتْباعِها القِنْوانَ في الإعرابِ وإن لم تَكُنْ مِن جنسِها، كما قال الشاعرُ (٣):
ورأيْتِ زوجَكِ في الوَغَى … مُتَقَلِّدًا سيفًا ورُمْحَا
والقراءةُ التي لا أَسْتَجِيزُ أَن يُقْرَأَ ذلك إلا بها، النصبُ: ﴿وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ﴾. لإجماعِ الحُجَّةِ مِن القَرَأةِ على تصويبها والقراءةِ بها، ورفضِهم ما
(١) أخرج شطره الأول أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٥٨ (٧٧٠٤) من طريق أبي معاذ به. وأخرج آخره في ٤/ ١٣٥٩ (٧٧٠٨) من طريق علي بن الحكم، عن الضحاك. (٢) وقرأ بها أيضا محمد بن أبي ليلى والأعمش وأبو بكر في رواية عنه عن عاصم، وهي شاذة. البحر المحيط ٤/ ١٩٠. (٣) تقدم تخريجه في ١/ ١٤٠.