والشجرُ ما دام قائمًا على أصولِه لم يَجِفَّ، والنباتُ على ساقِه لم يَيْبَسْ، فإن العربَ تُسَمِّيه حَيًّا، فإذا يَبِس وجَفَّ أو قُطِع مِن أصلِه، سمَّوْه ميتًا.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ مِن أهلِ التأويلِ.
حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن السديِّ، عن أبي مالكٍ: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ﴾. قال: النخلةَ مِن النَّواةِ، والنواةَ مِن النخلةِ، والحبةَ مِن السنبلةِ، والسنبلةَ مِن الحبةِ (٢).
وقال آخرون بما حدَّثني به المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ ابنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ
(١) ينظر التبيان ٤/ ٢٠٩. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٥٢، ١٣٥٣ (٧٦٥٩، ٧٦٦٤) من طريق وكيع به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣ إلى عبد بن حميد. وأبي الشيخ.