لغيرِهم، ولم يَكُنْ ذلك نزولًا منهم لهم عنهن، ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾. يقولُ: وكان ما قضَى اللَّهُ مِن قضاءٍ مفعولًا، أي: كان كائنًا لا مَحَالة، وإنما يعنى بذلك أن قضاءَ اللهِ في زينبَ أن يَتَزَوَّجَها رسولُ اللهِ ﷺ، كان ماضيا مفعولًا كائنًا.
وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا﴾. يقولُ: إذا طلَّقُوهن، وكان رسولُ اللهِ ﷺ تَبَنَّى زيدَ بنَ حارثةَ (١).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا﴾ إلى قوله: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾. إذا كان ذلك منه غيرَ نازلٍ لك، فذلك قولُ اللهِ: ﴿وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ﴾ [النساء: ٢٣].
حدَّثني محمدُ بنُ عثمان الواسطيُّ، قال: ثنا جعفرُ بنُ عونٍ، عن المُعَلَّى بن عِرْفانَ، عن محمدِ بن عبدِ اللَّهِ بن جَحْشٍ، قال: تَفاخَرَت عائشةُ وزينبُ. قال: فقالت زينبُ: أنا الذي نزل تزويجى (٢).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن الشعبيِّ، قال: كانت زينبُ زوجُ النبيِّ ﷺ تقولُ للنبيِّ ﷺ: إني لأدِلُّ عليكَ بثلاثٍ، ما مِن نسائِك امرأةٌ تَدِلُّ
(١) أخرجه الطبراني ٢٤/ ٤٢ (١١٤) مِن طريق يزيد بن زريع به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١١٧ عن معمر عن قتادةَ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٠٢، ٢٠٣ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. (٢) أخرجه الطبراني ٢٤/ ٤٤، ٤٥ (١٢٢) من طريق جعفر بن عون به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٠٤ إلى الحكيم الترمذى بأطول من هذا.