وهذا خبرٌ من اللهِ تعالى ذكرُه عن المقتولِ مِن ابْنَىْ آدمَ، أنه قال لأخيه حين (٤) قال له أخوه القاتلُ: لأقتُلَنَّك: واللَّهِ ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ﴾. يقولُ: مَدَدْتَ إِلَيَّ يدَك ﴿لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ﴾. يقول: ما أنا بمادٍّ يدىَ إليك لأقْتُلَك.
وقد اخْتُلِف في السببِ الذي مِن أجلهِ قال المقتولُ ذلك لأخيه، ولم يُمَانِعه ما فعَل به؛ فقال بعضُهم: قال ذلك إعلامًا منه لأخيه القاتلِ أنه لا يَسْتَحِلُّ قَتْلَه، ولا بَسْطَ يَدِهِ إِليه، بما لم يأذنِ اللَّهُ له به.
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في المحتضرين (١٧٩) من طريق سعيد بن عامر، عن همام بن يحيى قال: بكي عامر … فذكره. وينظر طبقات ابن سعد، ٧/ ١٠٦، والدر المنثور ٢/ ٢٧٤. (٢) في م: "سليم". وينظر التاريخ الكبير ٦/ ٤٢٦، والجرح والتعديل ٦/ ٢٩٩. (٣) ذكره القرطبي في تفسيره ٦/ ١٣٥. (٤) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣، وفي م: "لما".