القتلَ، وقد كان لا شكَّ القتلُ قبلَ بنى (١) إسرائيلَ، فكيف قبلَ ذُرِّيَّتِه؟ وخطأَ مِن القولِ أن يقال: أولُ مَن سنَّ القتل رجلٌ مِن بني إسرائيلَ. وإذ كان ذلك كذلك، فمعلومٌ أن الصحيحَ مِن القولِ هو قولُ مَنْ قال: هو ابن آدمَ لصلبِه. لأنه (٢) أولُ مَن سنَّ القتلَ، فَأَوْجَب اللهُ له مِن العقوبةِ ما رَوَيْنا عن رسولِ اللَّهِ ﷺ.
يَعْنِى جلَّ ثناؤُه بقولِه: ﴿فَطَوَّعَتْ﴾: فآتَتْه (٣) وساعَدَته عليه. وهو "فَعَلَتْ" مِن الطَّوْع، مِن قولِ القائلِ: طَاعَنى هذا الأمرُ. إذا انْقادَ له.
وقد اخْتَلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: معناه: فشَجَّعَتْ له نفسُه قتلَ أخيه.
ذِكْرُ مَن قال ذلك
حدَّثني نصرُ بنُ عبدِ الرحمنِ الأَوْدِيُّ ومحمدُ بنُ حميدٍ، قالا: ثنا حكَّامُ بنُ سَلْمٍ، عن عَنْبسةَ، عن (٤) ابن أبي ليلى، عن القاسمِ بن أبي بَزَّةَ، عن مجاهدٍ: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ﴾. قال: شَجَّعَتْ.
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي
(١) سقط من: م. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أنه". (٣) في م: "فأقامته"، وفى س: "فسولت له". وآتاه على الأمر: طاوعه، وأتيته على ذلك الأمر مؤاتاة، إذا وفقته وطاوعته، والعامة تقول: واتيته. وهى لغة أهل اليمن. ينظر اللسان (أ ت ى). (٤) سقط من: النسخ، وتقدم في ١/ ٥٠٨.