حدثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾. قال: هذا كلُّه منسوخٌ، نسَخ هذا ما (١) أمَره بجهادِهم كافَّةً (٢).
وقال آخرون: الذي نُسِخ من هذه الآيةِ قولُه: ﴿وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾.
ذكرُ من قال ذلك
حدثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا عَبْدةُ (٣) بنُ سليمانَ، قال: قرأتُ على ابن أبي عَرُوبةَ، فقال: هكذا سمِعته من قتادةَ: نُسِخ من "المائدةِ": ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾ نسَختها "براءةُ"(٤) قال اللهُ: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾. وقال: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ﴾ [التوبة: ١٧]. وقال: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ [التوبة:٢٧]. وهو العامُ الذي حجَّ فيه أبو بكرٍ، فنادى عليٌّ (٥) فيه بالأَذانِ (٦).
حدثني المثنى، قال: ثنا الحجَّاجُ بنُ المِنْهالِ، قال: ثنا همَّامُ بنُ يحيى، عن قتادةَ قولَه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ الآية. قال: فنُسِخ منها: ﴿وَلَا
(١) سقط من: م. (٢) ينظر التبيان ٣/ ٤٢٢. (٣) في الأصل: "عبيدة". وينظر تهذيب الكمال ١٨/ ٥٣٠. (٤) بعده في الأصل: "من الله ورسوله". (٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س. (٦) أخرجه ابن الجوزى في نواسخ القرآن ص ٢٩٩ من طريق سعيد بن أبى عروبة به. وقوله: بالأذان. يشير إلى الآية الثانية من سورة التوبة.